القائمة الرئيسية

الصفحات

عيد الحب / اروع قصة حب

 
عيد الحب / اروع قصة حب

عيد الحب / اروع قصة حب


يحتفل العالم اليوم بعيد الحب، ودائمًا ما نبحث عن قصص الحب في أوروبا وأمريكا لنتعلم منها الرومانسية مثل روميو وجوليت، ولكن عندما ندقق البحث سنجد أن في السيرة الإسلامية أروع القصص الرومانسية التي يغفل عنها الكثيرون، ومنها قصة حب زينب بنت رسول الله، وأبي العاص بن الربيع.


 قصة السيدة زينب بنت محمد وعلى العاص 

هي السيدة زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم القرشية الهاشمية، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، وأول من تزوج منهن رضي الله عنهن 


 وقد أحبها الرسول صل الله عليه وسلم وفرح بقدومها ،وفرحت بها السيدة خديجة رضي الله عنها ، 


 تقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وأمه

هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة رضي الله عنها 

 وكان أبو العاص بن الربيع كريم الخصال ، و من رجال مكة المعدودين مالاً و أمانة و تجارة ، وتزوجت السيدة زينب رضي الله عنها بابن خالتها وسعد الزوجين وأكرمهما الله تعالى بوليدهما علي بن أبي العاص ومن بعده اخته أمامة

ومرت الأيام والزوجين في سعادة ومحبة ، و عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره جاءه الوحي في غار حراء و بدأت الدعوة إلى الله ، فآمن به أهل بيته جميعا ومنهم السيدة زينب رضي الله عنها 

 وكان زوجها في سفر عندما اسلمت رضي الله عنها ، ولم يعلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عاد وعلم بالخبر ، حاولت أن تدعو ه إلى الاسلام و كذلك حاول معه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنه رفض أن يترك دين آباؤه و كان مما قال لها :

 " والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "

 وحاول كفار قريش أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناته ، فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت ، قال: لا والله لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه..

 واشتد ايذاء الكفار للمسلمين وحاصروا المسلمين في شعب أبي طالب ، ثم توفى أبو طال وتوفت بعده السيدة خديجة رضي الله عنها ، وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهاجرت معه بناته إلا السيدة زينب فقد بقيت في مكة مع زوجها ، بقيت حزينة وحيدة بعد أن توفت والدتها وهاجر النبي صل الله عليه وسلم...



بعد هجرة رسول الله صل الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم رضي الله عنهن إلى دار الهجرة ، أما رقية رضي الله عنها فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب رضي الله عنها التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.


بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من

 بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة وقتل عمرو بن الحضرمي وأخذ رجال القافلة كأسرى، اشتد غضب رجال قريش، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان 


وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجهزوا العتاد والأسلحة لمواجهة محمد صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه للقضاء عليهم في المدينة ، و في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة.

وشارك أبا العاص زوج السيدة زينب رضي الله عنها ، قومه المشركين وقرر الوقوف ضد رسول  الله ووالد زوجته صل الله عليه وسلم والمسلمين في موقعة بدر ، تاركاً زوجته وطفليه في مكة، غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة، وعدم المشاركة مع المشركين.



كانت زينب رضي الله عنها تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِ، وأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله ، وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه القلة المؤمنة، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين. 

ووصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب رضي الله عنها بهذا الانتصار لا توصف، ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين ، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً.

فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صل الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بني عليها ، فلما رآها رسول الله صل الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال:" إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ".

قالوا: نعم ! يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها.

وادنى رسول الله صل الله عليه و سلم إليه صهره ، فأسر إليه حديثا لم يعلم ما هو فحنى ابو العاص رأسه موافقا ، ثم حيا و مضى فلما بعد التفت صل الله عليه 

و سلم الى أصحابه من حوله فأثنى على أبي العاص خيرا و قال : " والله ما ذممناه صهرا "

وكان رسول الله صل الله عليه و سلم قد اشترط عليه أن يبعث له حين عودته لمكة ابنته زينب فعاهده على ذلك ووفى أبو العاص بذلك ، وهاجرت السيدة زينب إلى المدينة..


 بعد أن افتدت السيدة زينب رضي الله عنها ، زوجها

 الأسير عند رسول الله صل الله عليه وسلم ، طلب عليه الصلاة والسلام  من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلى دار الهجرة المدينة، فوافق أبو العاص على ذلك ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار وقال لهما : " كونا ببطن يأجج (مكان على مسافة من مكة ) حتى تمر بكما زينب فتاتياني بها 

 ولما قدم أبو العاص مكة أمر زوجته باللحاق بأبيها فجهزت نفسها للخروج ومعها طفليها .

بعد أن وفَّى أبو العاص بعهده، وأخلى سبيل زينب رضي الله عنها، ورجعت إلى المدينة المنورة، بقيت عند أبيها صلوات الله وسلامه عليه.

ولم تتزوج لمد 6 سنوات على أمل أن يرجع لها أبى العاص مسلما ويتزوجها .

 ثم أُسِر أبو العاص مرة أخرى وهو ذاهب إلى الشام للتجارة، قال الذهبي: "خرج أبو العاص تاجراً إلى الشام بماله، وبمالٍ كثيرٍ لقريش، فلما رجع لقيته سرية (أميرها زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأول سنة ست من الهجرة) فأصابوا ما معه، وأعجزهم هارباً، فقدموا بما أصابوا، وأقبل أبو العاص في الليل حتى دخل على زينب، فاستجار بها فأجارته، وجاء في طلب ماله. فلما خرج صل الله عليه وسلم إلى الصبح وكبَّر وكبَّر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء (مكان مظلل في المسجد للنساء): أيها الناس إني قد أجرتُ أبا العاص بن الربيع. وبعث النبي صل الله عليه وسلم إلى السرية الذين أصابوا ماله فقال: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالا، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإنَّا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق به. قالوا: بل نرده، فردوه كله، ثم ذهب (أبو العاص) إلى مكة، فأدَّى إلى كل ذي مالٍ ماله، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم عندي مال؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيَّاً كريما، قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم. ثم قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولما أسلم أبو العاص بن الربيع ذهب إلى المدينة المنورة، فأخذه النبي وقال: تعال معي.

ووقف على بيت زينب وطرق الباب، وقال: "يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟"، فاحمر وجهها وابتسمت.

فجمع النبي صل الله عليه وسلم بينه وبين زينب رضي الله عنها، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة النبوية.


وفاة زينب وأبي العاص رضي الله عنهما:


لم تعِش زينب رضي الله عنها طويلاً بعد إسلام زوجها والتقائها به، إذ توفِّيت رضي الله عنها في العام الثامن من الهجرة النبوية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم،

فبكاها بكاءً شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه. فيقول له: "والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب"،

 وأما وفاة أبي العاص فقد تأخّرت عن وفاتها رضي الله عنها، قال الذهبي: "زينب كانت رضي الله عنها أَكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَتْ سنة ثمانٍ من الهِجرة"، وقال: "ومات أبو العاص في شهر ذي الحِجَّة، سنة اثْنَتَيْ عَشْرة في خِلافة الصِّدِّيق"، وقال ابن حجر: "مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة.



إقرأ أيضا


من هو محمد صل الله عليه وسلم / الا رسول الله


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات