القائمة الرئيسية

الصفحات

الفهد ومكر الثعلب / حكاية قبل النوم


الفهد ومكر الثعلب / حكاية قبل النوم

                                        الفهد ومكر الثعلب / حكاية قبل النوم 

كان ياما كان ، كان فى غابة كبيرة فيها كل الحيوانات ( الفهد والحمار الوحشى والثعلب والغزالة والزرافة  ).

وفى الصباح الباكر خرج الفهد كعادته ليصطاد طعاما له ولاسرته .

وعندما رأته الحيوانات اختبأت وراء الشجر خوفا منه .

قال القرد : ما اقوى هذا الفهد انى اخاف منه خوفا شديدا .

قالت الغزالة : انى اخاف منه كثيرا فهو يستطيع ان يلتهمنى فى فمه بسرعة البرق.

قال الحمار الوحشى : ان اخوانى من الحمير الوحشية طعامه ، وكم يملا بطنه من عشيرتى وقومى . ثم توقف عن الكلام واغرورقت عيناه بالدموع حينما تذكر حميرا عاش معهم ثم افتراسهم هذا الفهد القوى .

ولما انتهى الجميع من كلامهم ، قال الثعلب : انه حقا فهد قوى وانتم جميعا تخافون منه . حقا كلنا نخاف ان نكون طعاما له ، ولكنى استطيع ان اجعله يحمل قمامة بيتى .

ضحكت الحيوانات من قول الثعلب .

قال القرد : لعلك تقصد انك سوف تحمل قمامة منزله تقربا اليه حتى لا يأكلك ؟
أجاب الثعلب :فى اصرار رافعا صوته حتى تسمع جميع الحيوانات : بل سوف يحمل قمامة بيتى ، وسوف اريكم اياه وهو يسير خلفى يحمل القمامة ، ولكن اعطونى وقتا .



انتظر الثعلب الفهد وهو عائد إلى بيته يحمل صيده بعد رحلة صيد متعبة 

قال له الثعلب فى خضوع شديد : سيدة الفهد القوى ، انا اراك كل يوم تذهب فى الصباح الباكر وتعود في حر الشمس تحمل صيدك . 
نظر الفهد إلى الثعلب في غضب وقال وماذا فى ذلك ؟
وقبل أن يشتد غضبه قال الثعلب : انا معجب بك أشد الإعجاب .
هدأ الفهد قليلا وقال : شكرا 
المهم ماذا اريد الان ؟
قال الثعلب : لا اريد شيئا فقط اريد ان أفعل شيئا  يعبر عن اعجابى بك وتقديرى لك .
قال الفهد: ماذا تريد أن تفعل
قال الثعلب :اسمح لى ان تجعلك تستريح فى بينك عزيزا كريما ،وسوف يأتيك فى كل يوم طعام وفير يكفيك انت واسرتك ، فالملوك أمثالك ينبغى ان يخدمهم غيرهم ولا يرهقوا أنفسهم فى الصيد والتعب .
لعبت الكلمات برأس الفهد
ثم رفع رأسه إلى الثعلب وقال له : ومتى تبدأ فى احضار اللحم اللذيذ ؟
قال الثعلب : من الغد يا مولاى يأتيك طعامك .
عاد الفهد إلى بيته شارد  الذهن وألقى صيده ولم ينظر إلى زوجته وأبنائه الفهود الصغار ،وتركهم يأكلون وجلس يفكر .
أقبلت زوجته وسألته: ماذا بك ، فلست كعادتك ؟
قال الفهد : لا شئ غير انى مللت الخروج والتعب والصيد .


قالت زوجته : ومن أين سوف نأكل؟ 

الفهد : سوف يأتنى الثعلب بالطعام وانا مستريح فى بيتي
وانه شديد الاعجاب بي.  
الزوجة :ولكن لماذا يكلف الثعلب نفسه كل هذا العناء ليجعلك تستريح ؟
الفهد :هكذا الاعجاب ، انت لا تعرفين قدر زوجك العظيم 
الزوجة : لست مستريحة .
كان الثعلب يذهب إلى الفهد كل صباح حاملا معه اللحم ، 
والذى يسرقه من بيت جاره النمر وظل على هذا الأمر أسبوعا كاملا.
ركن الفهد إلى الراحة ، وصار يستيقظ متأخرا ،فيجد اللحم امام باب بيته .
اطمئن الثعلب إلى ركون الفهد الكسل وتعوده الإعتماد على ما يأتيه به من اللحم .
فأخذ الثعلب يتأخر عليه  رويدا رويدا حتى صار ياتى باللحم بعد الظهر .
قالت زوجة الفهد : ان الثعلب يأتي متأخرا واطفالنا جياع .
الفهد : لعل له عذرا .
بعد طول انتظار أتى الثعلب متباطئا حاملا اللحم .
فسأله الفهد : عن سبب تأخره فقد ألمه الجوع هو أطفاله .
صاح الثعلب : فى وجهه خذ اللحم وكل وانت ساكت. 
طأطأ الفهد رأسه واخذ اللحم ودخل بيته وجلس يأكل هو وأسرته ، وزوجته تنظر إليه متعجبة من انكسار زوجها .
وفى اليوم الموعود أخبر الثعلب الحيوانات أنه سوف يربهم ما وعدهم به ان يصطفوا فى الطريق كى يشاهدوا الفهد وهو يحمل القمامة ويسير خلفه .
تعمداالثعلب ان ياتى متأخرا حتى اكل الجوع عقل الفهد وجاء حاملا معه كيسا قذرا فيه قمامة منزله .
ولما رأى الفهد القى اليه الكيس، وقال  الثعلب له اتبعنى حتى تأخذ اللحم .
حمل الفهد كيس القمامةالقذر وسار خلف الثعلب والحيوانات جميعا ينظرون ولا يصدقون ما ترى أعينهم  ، فهاهو الفهد يسير منكسرا ويحمل كيس القمامة خلف الثعلب الذى يسير شامخا رافعا رأسه
نظر الفهد الى نفسه وهو يسير خلف الثعلب شعر بالذل  ، وأدرك أنه قد اهان نفسه حين ركن إلى الكسل ولم يخرج إلى الصيد .
ولما عاد إلى بيته جلس يفكر فى الأمر ، ثم انتفض واقفا وقال لزوجته : سوف اخرج للصيد مبكرا فى الغد كى احضر طعامنا كما  كنت من قبل .
وفى  الصباح  خرج الفهد للصيد بخطاه الثابتة ، 
ولما رأته الحيوانات اختبأت منه خلف الأشجار وهم خائفين، ووقف معهم الثعلب خائفا أيضا .
فقال له القرد : عجبا لك أيها الثعلب بالأمس يحمل قمامة منزلك واليوم ترتجف خوفا منه .


قال الثعلب : كنت بالأمس اطعمه ، أما اليوم فهو صاحب الكد والعمل .



ونتعلم من هذة القصة :


ان نتغلب على اعدائنا بالتفكير والعقل لا بالعضلات فقط 
وان الكسل والراحة هو طريق الذل والهوان .
وان العمل والكد هو طريق إلى الشموخ والسعادة .


اقرا ايضا 

قصة للاطفال الجميلة       

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات