الفهد ومكر الثعلب / حكاية قبل النوم

أسباب الخرس الزوجى وكيفية التخلص منه.

                

الصمت الزوجي أو(الخرس الزوجي) مشكلة يعاني منها كثير من الأزواج، وهي مؤشر على فتور العلاقة الزوجية وجمودها ، 

وهى حالة نشأت في مجتمعاتنا مؤخراً، وهي أخطر وأشدُّ فتكاً على الأسرة من الطلاق. ففي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل 

يكون فى خرس زوجى  و يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين، ولكن كلاً منهما يعيش بمعزلٍ عن الآخر في كل مناحي حياته.

فالطلاق الصامت أو الخرس الزوجى   هو نهاية غير رسمية للحياة  الزوجية، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا وعلاقة 

زوجية والتي تزيد من المودة والرحمة التى تقرِّب القلوب. يُصبِح هناك تلبُّدٌ في المشاعر؛ فتور فى العلاقة لدرجة أنّه في بعض 

الحالات تنعدم الغيرة لدى أحد الطرفين أو كلاهما؛ وهي المحرِّك الرئيسي للحياة الزوجية. 

يصبح الزوجان في هذه الحالة جيراناً في بيتٍ واحد، وأفضل تشبيه للحياة الزوجية بينهما هي مثل الميت – الحي، أو كما يُسمَّى 

في الأفلام الأجنبية الزومبي، هناك بيت ورجل وامرأة يعيشان تحت سقفٍ واحد، فقط. و"فقط" هذه هي المُعضِلة، جسدٌ بلا روح،

ونباتٌ بلا ثمار

فالخرس في الحياة الزوجية مرض قاتل وداء فتاك , يقضي على  المودة ،والرحمة ،والأسس، والأصول التي ينبغي أن تبنى عليها 

الحياة الزوجية , والتي أرشدنا إليها القرآن الكريم في قوله سبحانه : \" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا 

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم.

أسباب الخرس الزوجى:

ومرض الخرس في الحياة الزوجية له أسباب كثيرة منها: 

1- عامل التنشئة :

 البيت الذى يعانى من هذا المرض الخرس الزواجى، أطفاله يعانون منه فينشأ زوجان يعانى من هذا المرض فيتوارثانه , ولا 

يستطيعان التخلص منه.

2- انعدام الكفاءة بين الزوجين :

فقد تختلف ثقافة واهتمامات كل منهما عن الآخر لعامل السن أو التعليم أو التربية فلا يستطيعان التواصل .

3- بعض السلوكيات المنفرة من أحد الزوجين : فالسلوكيات والتصرفات المنفرة من أحد الزوجين قد تدفع الطرف الآخر إلى تجنب 

الحديث معه إيثاراً للسلامة وبعدا عن الشقاق والخلاف .

4- عدم استماع الزوج إلى زوجته , وعدم استماعها إليه .

إضافة إلى عدم اهتمام كل منهما بمشاعر الآخر وباهتماماته وهواياته.وانشغال كل منهما بحياته الخاصة ، فالزوجة مشغولة 

بالأطفال وترتيب البيت.... وغيرها من الأمور الخاصة بالام. والزوج مشغول باشغاله أو بأصحابه أو بوسائل التواصل الاجتماعي .

4- ضغوط الحياة الاقتصادية وكثرة الأعباء والمسئوليات قد تجعل أحد الزوجين ينصرف عن الآخر .

فالزوج مشغول بكيفية توفير الحياة الكريمة لأسرته ولكى يحقق ذلك فلا بد أن يزيد عدد ساعات العمل.

5- التكبر والتعالي من أحد الزوجين :

فقد يتكبر أحد الزوجين ويتعالى على الآخر وينظر إليه بازدراء فيضطر الطرف الآخر للانصراف عنه , أو قد يفهم بعض الرجال 

مفهوم القوامة على غير وجهها الصحيح فيظن أن القوامة تعالياً على الزوجة ووضع للفواصل بينه وبينها , وينسى قول الله تعالى 

\" هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (187) سورة البقرة , 

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : \" خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى. أخرجه ابن ماجة (1977) عن ابن عباس رضي الله 

عنه .

فيعتقد هذا الزوج أن ملاطفة الزوجة وملاعبتها يعد انتقاصاً لرجولته، أو سقوطاً لهيبته ومنزلته .

علاج الخرس الزوجى : 

ولعلاج مشكلة الخرس في الحياة الزوجية يجب فوراً أن يبدأ حياة جديدة ويتوقفا عن السلبيات المميتة وأن يضعا الحلول المناسبة 

لتلك المشكلة ،ومن هذا الحلول :

1- الاتفاق على كيفية حل الخلافات ومواجهة هذه المشكلات .

بأن تحاول الزوجة امتصاص غضب الزوج , وأن يحاولا التجاوز عن الهفوات والصغائر , ولا تغلبهما التوافه . 

وان يتغاضوا عن الهفوات والعيوب حتى تستقيم الحياة ،

2- أن يشارك كلاً منهما الآخر في اهتماماته وأن يتعرف على هواياته ويتحدث معه في أمور تجذب اهتمامه.معرفة ما يحب وما يكره .

3- على الزوجة أن  تبذل الجهد و تبحث عما يجعل الزوج يتجنب الحديث معها وتحاول أن تصبر عليه ، فلربما بردت مشاعره 

وصار يشعر وكأن بينكما حاجزا بسبب سلوكيات من جانبك جرحت كرامته كرجل في الماضي، أو ترسبات من عدة مشكلات، 

حاولي تجديد علاقتك به وأعطيه ثقة أكبر في أهميته لديك، وعدلي من أسلوبك وكوني أكثر رقة،كونى انثى ،معه اشعرية برجولته.

4- لا تكرري عليه أسئلة وتنتظري منه إجابة فورية.

وإلا ستشعرينه وكأنك تحققين معه وتقيدين حريته وبذلك ينفر من حوارك ولن يتحدث إليك ، ولكن اسأليه برقة ولا تجعليه يضطر 

إلى الكذب هروباً من أسئلتك.

5- على الزوجة أن تفهم شخصيةالرجل فإنه أحيانا يكون  في حاجة إلى قسط من الحرية، 

وأن يكون منفردا بنفسه فاحترمي رغبته,ولا تقطعي خلوته فالصمت هنا ليس مرضياً ,

ولو حديثك ضروري ضعى له ورقه يقرأها ويرد وقتما يكون مستعدا.

6- اجتماع الاسره .

ليكن لأفراد الأسرة جلسة أسبوعية يحكي كل واحد ما واجهه خلال الأسبوع من مشكلات واقتراح الحلول المناسبة لتلك المشكلات .

من هذه الجلسة يتعلم الأبناء الصراحة والفضة ، وطريقة حل المشاكل.

7- التذكر الدائم للذكريات السعيدة الطيبة :

وتجنب التذكر للذكريات التعيسة المؤلمة , تذكرا مثلا ( فترة الخطوبة ) وكيف كان كل منكما ينصت إلى الآخر باهتمام ويحاول أن 

لا تفوته كلمة واحدة من كلماته .

فليعبر كل منكما عن مشاعره تجاه الآخر , فالتعبير عن المشاعر يحي مشاعر المودة والحب والتآلف

فالتعبير عن المشاعر أهمية كبيرة في حياة الإنسان , إذ أنها لا تقتصر على الإفصاح عما بداخل الإنسان فقط , وإنما تتعدى ذلك إلى 
ارتباطها بنواحي الحياة الإنسانية وظهور أو انعدام الحرية .

وبما أن التعبير عن المشاعر هو أحد أساليب التواصل عند الإنسان مع الآخرين ،فإن تعبير الزوجين عن مشاعرهما دليل على 

استمرار الحب والود , وسبيل إلى نجاح واستمرار الحياة الزوجية .

حفظ الله بيوتنا من أمراض العصر وجعلها عامرة بالمودة والرحمة.