النمر فرحان
كان فى الغابة الجميلة نمر يدعى فرحان ابن النمر مسعود الذى رزق به بعد سنوات طويلة من الانتظار ، ولذلك كان
النمر مسعود شديد الفرح بابنه ، وجاءت الحيوانات تهنيء النمر مسعود بمولوده وكان النمر مسعود يستقبلهم بوجه مليء
بالفرح والسرور .
النمر مسعود شديد الفرح بابنه ، وجاءت الحيوانات تهنيء النمر مسعود بمولوده وكان النمر مسعود يستقبلهم بوجه مليء
بالفرح والسرور .
قال الفيل : ما شعورك الان يا نمر مسعود؟
قال النمر مسعود : اشعر ان وحدتى قد انتهت ، وجدت من يؤنس وحدتى .
قال الفيل : وغدا يخرج معك للصيد ويعاونك فيه .
قال النمر مسعود: الصيد ! الصيد شقاء وتعب ، وانا لا اريده ان يتعب ، سيأتيه طعامه اللذيذ إلى مكانه .
قال الفيل : أعرف أنه لن يخرج للصيد الان ، اقصد انه سوف يرافقك عندما يكبر .
قال النمر مسعود : لا الان ولا غدا ، سوف يظل النمر فرحان مدللا ، يأكل طعاما سهلا ، ويلعب ، وقتما يشاء .
قال الفيل : ومن سوف يقدم له هذه الخدمات ؟
قال النمر : انا طبعا سوف اسهر عليه ما حييت ، هذا ولدى النمر فرحان سوف يظل طول عمره فرحان .
كان النمر مسعود يقوم مبكرا الى الصيد ، ويعود بفريسته مسرعا الى بيته قبل ان يستيقظ النمر فرحان ، فيعد له الطعام .
وبعد ان يأخذ كفايته من النوم يستيقظ النمر فرحان فيجد طعامه جاهزا ، فياكل حتى يشبع ، ثم يخرج للعب .
وكان النمر مسعود يخرج مع ابنه النمر فرحان رغم تعبه وارهاقه ، يراقب ويحرس ابنه أثناء اللعب .
وفى يوم تشاجر الصغار ، وبكى النمر فرحان ، حينئذ ثار النمر مسعود ثورة عارمة وانقض على الفهود الصغار وكاد يفتك بهم .
استغاثت الفهود الصغار بأبيهم الفهد فوجد منظرا صاعقا ، لقد كان النمر مسعود يتعدى بقسوة على صغاره ،انطلق الفهد لنجدة
صغاره من قبضة النمر الاحمق مسعود ، ودارت بينهما معركة طاحنة كاد النمر مسعود ان يقتل فيها الفهد لولا تدخل الفيل .
وبعد ان انفضت المشاجرة قال الفيل : ماذا حدث لكل هذا ؟
قال النمر : لقد اعتدى الفهود الصغار على ولدى النمر فرحان .
قال الفيل : ثم ماذا ؟
قال النمر : خرجت ادافع عن صغيرى .
قال الفيل : وهو غضبان يانمر! يانمر مسعود ! تعتدى على الصغار وتقول انك تدافع عن ولدك .
ان هؤلاء الصغار لهم عالمهم الخاص ، فهم يلعبون ويتشاجرون ثم يعودون للعب بعد قليل فاذا تدخل الكبار افسدوا العلاقة بينهم .
قال النمر مسعود : لم اتحمل بكاء ولدى النمر فرحان .
قال الفيل : لقد كدت تفقد حياتك بسبب تهورك واندفاعك يانمر مسعود .
وبعد هذة المشاجرة اشتهر النمر مسعود بتدخله فى لعب الصغار مع ولده النمر فرحان .
واخذت الحيوانات تحذر صغارها من اللعب مع النمر فرحان خوفا عليهم من النمر مسعود .
وهكذا صار النمر فرحان وحيدا لا يجد من يلعب معه من صغار الحيوانات .
صار النمر مسعود يلعب مع ابنه النمر فرحان ، ويحاول القفز معه ، ويقاوم التعب الشديد الذى يصيبه بعد رحلات الصيد الشاقة .
وبعد بضعة ايام سقط النمر مسعود مغشيا عليه من الارهاق والتعب .
اخذ النمر فرحان يبكى ويستغيث بالحيوانات ، حتى جاءوا وحملوا النمر مسعود الى بيته وهو فى حالة اعياء تام ، ولعدة ايام
لم يستطع النمر مسعود ان يخرج للصيد ، فلم يجد النمر فرحان طعامه اللذيذ الذى تعود عليه ، ولانه لم يكن يشارك الصغار
اللعب فلم يستطع ان ياكل معهم .
لم يعرف النمر فرحان ماذا يفعل ؟
ففكر فى ان يخرج مع الفهد وصغارة ليتعلم الصيد معهم حتى ينقذ ابيه، وينقذ نفسه من الجوع .
واستيقظ النمر فرحان مبكرا ليذهب الى الصيد مع الفهد واولاده ، وعاد النمر فرحان الى ابيه النمر مسعود ومعه فريسة صغيرة
وكانت اول ما اصطاده النمر فرحان ، واعد الطعام كى ياكل هو وابيه النمر مسعود .
فرح النمر مسعود بابنه النمر فرحان فرحا شديدا ، وبعد فترة قام النمر مسعود من فراشه وتعافى من تعبه .
وقام هو والنمر فرحان مبكرا ليذهبوا للصيد فى سرور وسعادة .
⇐ونتعلم من هذة القصة :
نتعلم من النمر فرحان ان من يتعب فى صغره سيرتاح فى كبره ، وسيكون مستعدا لاى ظرف .
وان لابد ان نفكر فى حل عند حدوث اى مشكلة ولا نستسلم .
وان التعليم لا يكون فى الصغر فقط وانما فى اى وقت .
اقرا ايضا :
تعليقات
إرسال تعليق